• ×
×

تدني مخرجات التعليم

بواسطة :
07-20-2010 12:30 مساءً  0  0  6.0K
تدني مخرجات التعليم
د. عبدالله بن صالح المقبل

يرى بعض التربويين أن الحكم على تدني مخرجات التعليم العام نسبياً وفقاً للمنطلقات التي على أساسها تم الحكم. فمن يقيس مخرجات التعليم على مدى استعداد الخريجين لدخول سوق العمل الفوري فلا شك أنه سيكون محبطاً تجاه هذه المخرجات بينما من يقيس مخرجات التعليم على أساس الاستعداد للتعلم الجامعي فسيدرك أن الأمر ليس مزعجاً إلى درجة كبيرة والدليل قدرة خريجي الثانوية للمشاركة والتعلم وربما التفوق في الجامعات التي ابتعثوا لها ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين وهم بالآلاف وليسوا حالات خاصة هنا أو هناك.
رغم ذلك كله فإن بعض التربويين غير راضين عن مخرجات التعليم في المملكة وقد تم إدراك ذلك من خلال الاختبارات الوطنية لعينة من الطلاب ومشاركة المملكة في الاختبارات الدولية مثل اختبار تيمز للعلوم والرياضيات لفترتين 2003م و 2007م. أما نتائج المسابقات والاولمبياد الدولية فهي لا تعكس المستوى العام للتحصيل لأنها ثمثل عينة من الطلاب الموهوبين والمتفوقين.
ومن الملاحظ أن هناك عدد من الحلول والمعالجات تم اتخاذها ضمن عدد من المشاريع والبرامج على مدى العشر السنوات الماضية ومنها تحسين البيئة المدرسية من خلال بناء المدارس الحكومية وتجهيزها بالمعامل والتقنيات ومراكز مصادر التعلم، وإدخال كثير من البرامج التربوية لرعاية الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة ونشرها في مدارس التعليم العام، والبدء بتطبيق المشروع الشامل للمناهج والذي غطى جميع مقررات ومراحل التعليم العام ودعم بمشروع العلوم والرياضيات. وتم إعادة النظر بأساليب وطرق تقويم تحصيل الطلاب حيث أعدت لائحة لذلك تم تطويرها وشملت التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية وطرق وأنظمة التقويم للمرحلتين المتوسطة والثانوية. وغير ذلك من الأنظمة والبرامج مثل المدارس الرائدة والتقويم الشامل للمدرسة والجودة ونظام المقررات للمرحلة الثانوية.
وارى أن ذلك كله لا يكفي للحصول على مخرجات تعليمية متميزة دون الاهتمام بالمعلم من خلال حسن اختياره وإعادة تدريبه أثناء الخدمة، وإعادة النظر في الأنظمة واللوائح للمدرسة ولمهنة التعليم والإدارة المدرسية والقيادة التربوية.
ويفترض التوجه إلى زيادة مستوى المشاركة المجتمعية في تطوير التعليم من خلال برامج للمشاركة الفعلية لأعضاء المجتمع المهتمين بالتعليم وتطويره والجهات الإعلامية والتربوية من خبراء وجامعات داخل وخارج المملكة ومؤسسات وشركات علمية تهتم بالشأن التربوي والتعليمي من داخل وخارج المملكة.
د. عبدالله بن صالح المقبل
التعليقات ( 0 )
أكثر